إنه سجن هالدن فنغسال في النرويج (halden prison norway), ما تشاهدونه في هذه الصور ليس لقطة لأحد الغرف الفندقية، بل صورة حقيقية لأحد عنابر سجن هالدن فنغسال في النرويج، والذي أصبح ثاني أكبر سجن في النرويج بعد أن تم افتتاحه في 8 نيسان/إبريل عام 2010 فمن الطبيعي أن يذهب المجرمون والخارجون على القانون إلى السجن.هكذا يحدث في كل دول العالم وهكذا يحدث في النرويج ولكن مع فارق بسيط،فالسجن في النرويج يعني شاشات LCD ودروس لتعلم الطبخ وفرق للموسيقى وساحات للألعاب الرياضية!!
يبدأ تميز سجن هالدن من المكان الذي تم بناؤه فيه، حيث تم بناؤه وسط الأشجار والنباتات في أحد الغابات، وأتقن المعماريون جعله يتناسق ويتناغم مع البيئة المحيطة ليبدو كما لو كان جزءاً منها.لذا استُعمل القرميد الأحمر والحديد المطلي وخشب الخيزران في واجهات مبنى السجن، وتم إحاطته بسور إسمنتي بارتفاع ستة أمتار لكن مع تغطيته بالأشجار استغرق سجن هالدن فنغسال 10 أعوام و252 مليون دولار بطاقة استيعابية تصل لـ252 سجين. وتم تزويده بمرافق وتجهيزات تجعل من حياة النزلاء (أقصد السجناء) !مريحة وميسرة من خلال تزويد عنابرهم بشاشات LCD وبراد صغير لحفظ المأكولات والمشروبات، بجانب وجود غرف جلوس ومطبخ مشترك لكل 10-12 عنبر.وإذا لم تكن تلك العنابر كافية يمكن للسجين استضافة أهله منازل من غرفتين ليحصل على قدر كافي من الخصوصية والراحة!
أما بالنسبة لسبب بناء هذا السجن فيعود إلى أحد النقاط التي لا ننتبه لها، فيظن أغلبنا أن المشكلة تنتهي بإدخال المجرم إلى السجن، لكن الحقيقة هي أن جزءاً كبيراً من المشكلة يبدأ بدخولهم إلى السجن وخروجهم منه لأنه يزيد من انعزالهم عن المجتمع وقد يؤدي في أحيان كثيرة إلى تقريبهم من البيئة الإجرامية التي قد يكتسبون فيها مهارات وخبرات لم يكتسبوها في حياتهم الطبيعية!لذا (حسب إحصائيات المملكة المتحدة وأمريكا) يعود ما بين 50-60 من المجرمينإلى السجن مرة أخرى بعد أن يخرجوا منه!
هُنا تبنت النرويج فكرة معاملة السجناء بصورة أكثر إنسانية ليخرجوا من السجن وهم أشخاص أفضل فتتعزز فرص اندماجهم في المجتمع، والغريب أن هذه النظرية نجحت بالفعل في النرويج (أو هكذا يبدو) لأن نسبة من يعودون للسجن فيها تصل لـ20% فقط!